
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الانتشار الدولي لفيروس شلل الأطفال ما زال يشكل حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي، وذلك عقب الاجتماع الثالث والأربعين للجنة الطوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية المنعقد في 1 أكتوبر 2025. توصلت اللجنة إلى قرار بالإجماع، مشيرة إلى أن الوضع لا يزال خطيرًا، لكنه لا ينطبق عليه معايير "حالة طوارئ الوباء". وقد مددت منظمة الصحة العالمية توصياتها المؤقتة لثلاثة أشهر إضافية للحد من خطر انتقال العدوى عبر الحدود.
أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الانتشار الدولي لفيروس شلل الأطفال لا يزال يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا (PHEIC)، وذلك عقب الاجتماع الثالث والأربعين للجنة الطوارئ ضمن اللوائح الصحية الدولية (IHR) الذي عُقد في 1 أكتوبر 2025. توصلت اللجنة إلى قرار بالإجماع، موضحة أن الوضع لا يزال خطيرًا، لكنه لا يستوفي معايير "حالة طوارئ جائحة". وقررت المنظمة تمديد التوصيات المؤقتة لثلاثة أشهر إضافية للحد من خطر الانتشار عبر الحدود.
أفادت منظمة الصحة العالمية بوجود إجمالي 28 حالة من WPV1 في عام 2025 (حتى 17 سبتمبر)، حيث تم تسجيل 4 حالات في أفغانستان و24 في باكستان. ولا يزال يكتشف فيروس شلل الأطفال من خلال المراقبة البيئية في مواقع متعددة، مما يشير إلى استمرار انتقال العدوى في المناطق الحدودية التي يصعب الوصول إليها والمناطق ذات الخطورة العالية في كلا البلدين. وفي أفغانستان، تم تعليق حملات التطعيم من منزل إلى منزل لدواعٍ أمنية، مما يحد من الوصول لجميع الأطفال. وفي باكستان، ما زال أكثر من 250,000 طفل غير محصنين بالتطعيم، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى انعدام الأمن وقيود الوصول.
في عام 2025، تم تسجيل 143 حالة من cVDPV على مستوى العالم، معظمها من النوع 2 (cVDPV2). وتركزت التفشيات حاليًا في:
- حوض بحيرة تشاد وغرب/وسط إفريقيا (مثل نيجيريا، تشاد، بنين)
- القرن الإفريقي (مثل إثيوبيا، الصومال)
- الشرق الأوسط (مثل اليمن)
- بعض البلدان الأوروبية (مثل ألمانيا، فنلندا، بولندا)
وقد أثارت التفشيات الجديدة لفيروسات cVDPV1 وcVDPV3 في الجزائر، جيبوتي، إسرائيل، الكاميرون، تشاد، وغينيا قلقًا، مما يشير إلى ثغرات في المناعة في برامج التحصين الروتينية.
سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على العديد من العوامل التي تحرك الانتقال المستمر:
- انعدام الأمن وعدم الوصول في المناطق المتأثرة بالنزاع
- أعداد كبيرة من الأطفال غير المحصنين أو المحصنين بالجرعات غير الكافية
- حركة التنقل عبر الحدود ونزوح السكان
- الأنظمة الصحية الضعيفة وتعطل التحصين الروتيني
- تراجع المناعة المعوية بعد سحب OPV2 على مستوى العالم في 2016
تُحث الدول التي تشهد انتشارًا مستمرًا أو مؤخرًا لفيروس شلل الأطفال على:
- إعلان الوقاية من شلل الأطفال أو وقف انتشاره رسميًا كحالة طوارئ صحية عامة وطنية
- تكثيف حملات التطعيم ضد شلل الأطفال باستخدام OPV و/أو IPV
- تنفيذ متطلبات تلقي التطعيم المتعلقة بالسفر للمقيمين الذين يبقون أكثر من أربعة أسابيع، خاصة قبل السفر الدولي
- إقامة أو توسيع التطعيم عند نقاط العبور وبين السكان المتنقلين أو النازحين
- تعزيز المراقبة، بما في ذلك أخذ العينات البيئية والكشف عن الشلل الرخو الحاد (AFP)
أعربت اللجنة عن قلقها الشديد إزاء فجوة تمويلية تبلغ تقريبًا 30% في مبادرة استئصال شلل الأطفال العالمية (GPEI)، محذرة من أن نقص التمويل قد يضعف الحملات التطعيمية والمراقبة، ويؤخر التقدم نحو الأهداف العالمية—وقف وانتشار WPV1 بحلول 2027 والتخلص من cVDPV2 بحلول 2029.
على الرغم من تراجع أعداد الحالات مقارنة بالسنوات الماضية، يظل شلل الأطفال تهديدًا عالميًا، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع، والأنظمة الصحية الضعيفة، والتغطية المنخفضة للقاحات. قرار منظمة الصحة العالمية بالمحافظة على وضع PHEIC وتمديد التوصيات المؤقتة يُبرز الحاجة الملحّة للتعاون الدولي المستدام، والمراقبة القوية، والجهود الشاملة للتحصين لمنع الانتشار عبر الحدود والتقدم نحو القضاء العالمي على شلل الأطفال.
المصدر:
المقالات في هذا التصنيف مكتوبة بواسطة فريقنا التحريري لإبقائك على اطلاع بأحدث أخبار الرعاية الصحية والسياحة العلاجية.